كيف ساعدني تحسين حالتي النفسية على راحة معدتي: تجربة غيرت حياتي
ما كنت أتخيل يومًا أن التوتر والقلق اللي نعيشه في حياتنا اليومية له تأثير مباشر على المعدة، لكن اللي مريت فيه خلاني أراجع كل شيء. أنا كنت من الناس اللي دايمًا يحسون بثقل في البطن، انتفاخات، ارتجاع اضطراب في الهضم بدون سبب عضوي واضح. زرت أطباء، تحاليلي سليمة الحمدلله جربت علاجات، اتبعت وصفات كثيره منها فادتني مثل وصفات مريحه للمعدة، لكن فيه شي اكتشفته ان الزعل والفرح له دخل. ومع الوقت بدأت أربط بين مزاجي ومعدتي، بين الطريقة اللي أبدأ فيها يومي وبين شعوري في بطني آخر اليوم. ويمكن لأول مرة، قررت أتعامل مع المعدة مش كعضو مستقل، بل كمرآة لنفسيتي.
بداية التغيير ما كانت فجأة. جت بعد أيام متكررة من شعور مزعج ما له تفسير: ألم خفيف في القولون، شعور بالانزعاج بعد الوجبات حتى لو كانت خفيفة. كنت دايمًا أربطها بالأكل، وفعلاً حاولت أغير نظامي الغذائي أكثر من مرة، لكن التغير ما كان ثابت. بعد جلسة صدق مع نفسي، بدأت أسأل: هل المشكلة فعلًا من الأكل؟ أو من ضغوط اليوم؟ وهنا كانت نقطة التحول.
قررت أبدأ ألاحظ مشاعري أكثر، خاصة قبل وبعد الأكل. لاحظت إن الأيام اللي أصحى فيها وأنا مضغوط، أو يكون عندي شي مسبب قلق، أبدأ صباحي ببطن مشدود، كأنها تقول لي “أنا متوترة معك”. وفعلاً، كلما كان يومي نفسيًا أثقل، كانت معدتي أكثر اضطرابًا. الغريب إن حتى الأطعمة اللي عادة تريحني، صارت ثقيلة إذا أكلتها وذهني مشوش. كنت دايمًا أقول “معدتي تعبانة”، لكن الحقيقة إني كنت تعبان نفسيًا وهي بس تترجم التعب.
من هنا بدأت أغير عادتي في التعامل مع نفسي. بدأت أقول: خلني أريح نفسي أول، ثم أفكر بمعدتي. بديت أخصص عشر دقائق صباحًا فقط للهدوء. مو تأمل رسمي ولا تنفس معقد، بس جلوس بدون تشتت مع تمرين التنفس العميق، بدون جوال، بدون أخبار مزعجة. مجرد لحظة أقول فيها لنفسي: اليوم بديته بهدوء. تدريجياً بدأت ألاحظ شي غريب، معدتي صارت أهدأ. حتى في الأيام اللي ما أغير فيها شي بالأكل، ألاحظ أن الهضم صار أسهل، الغازات قلت، والتجشؤ اللي كان يضايقني طول الوقت اختفى.
ما توقعت أن التنفس العميق مثلًا له علاقة بالمعدة، لكن جربت ببساطة أتنفس ببطء قبل الأكل. ثلاث مرات شهيق عميق وزفير بطيء. أحس جسمي يرتخي، وبطني تستعد. كان الفرق واضح. اللي قبل كان مجرد أكل عشوائي مع توتر، صار الآن لحظة راحة قبل الوجبة. وهذا الشعور انتقل لعدة جوانب من يومي، ما عاد الأكل مجرد حاجة جسدية، صار طقس هدوء. ومع الوقت، تحسنت الشهية، قلت نوبات الألم، وصرت أستمتع بالأكل من جديد بدون ما أترقبه بخوف.
واحدة من العادات اللي أثّرت علي كمان هي تقليل المقارنة. كنت دايمًا أقارن نفسي بغيري، في كل شي: إنجاز، شكل، حتى راحة البطن! كنت لما أسمع أحد يقول “أنا آكل أي شي وما أتعب”، أحبط وأقول ليه أنا جسمي حساس؟ بس مع الوقت، صرت أتقبل جسدي. أقول لنفسي: هو يمكن حساس، لكن هو يعلمني أكثر عن نفسي. هو ما يضايقني عبث، هو يرسل إشارات، وأنا بس محتاج أفهمها. هذا التقبل قلل التوتر كثير. وصار تعاملي مع نفسي أرحم.
حتى على مستوى العلاقات، لاحظت أن الناس اللي تسبب لي ضغط نفسي أو توتر، وجودهم يتعبني حرفيًا. مو بس مشاعري تتأثر، بطني تتشنج بعد الحديث معاهم. فصرت أعيد النظر في محيطي. خففت من التواصل مع الأشخاص اللي يعكرون مزاجي، حتى لو كانوا قريبين. وفعلاً، بدأت أحس بهدوء داخلي. وهالهدوء ترجمته معدتي براحة، أقل اضطراب، أقل انزعاج بعد كل لقاء اجتماعي.
جربت كمان أضيف الموسيقى الهادئة في بداية يومي. كنت أفتح مقطع موسيقى خفيفة وأنا أشرب كوب دافي مثل البابونج والشمر مع الكمثرى أوالزنجبيل واليانسون .حسيت إنه يعطيني بداية مرنة، ويهدي جسمي قبل المهام. حتى عملي صار أسهل لما أبدأه من حالة نفسية مريحة. كانت البطون تصرخ بسبب الجداول المزدحمة، وأنا علمت نفسي إن التوازن أهم. لما ارتحت داخليًا، صار عندي وقت أسمع لمعدتي بصدق، وأعرف متى تحتاج راحة ومتى تقدر تهضم.
النوم برضو كان عنصر مهم. أيام السهر كانت من أسوأ الأيام على بطني. لاحظت إن المعدة تتصرف مثل الطفل، تحب الروتين. تحب تنام وتصحى في نفس الوقت، تحب الهدوء، ما تحب المفاجآت. فبدأت أثبت وقت نومي، حتى لو كنت مو نعسان. مع الوقت صار عندي طقوس نوم: إضاءة خفيفة، عطر مهدئ، بدون تواصل، بدون تصفح جوال. يمكن البعض يشوفها تفاصيل، لكنها صنعت فرق كبير. صرت أصحى ومعدتي مرتاحة. وأيامي بدأت تتشكل بشكل أفضل.
بعد أشهر من الاستمرار، لاحظت أن مزاجي العام تغير. ما صرت أنفعل بسرعة، ولا أخاف من أي وجبة جديدة. صرت أثق بجسدي أكثر. حتى لما تصير لي حالة اضطراب، ما أ panick، أهدأ وأقول: راح تمر. وصار فعلاً يمر. لأن الأساس صار أقوى. أنا مو أعالج أعراض، أنا صرت أفهم جذور الانزعاج. النفسية أولًا، والجسم يتبع. وأعتقد هذه أعظم نتيجة ممكن يوصل لها أي إنسان يعاني من مشاكل مزمنة بالمعدة.
واحدة من أعمق الأشياء اللي لاحظتها هو أثر كبت الكلام على صحتي، خصوصًا معدتي. كثير من المرات كنت أبلع مواقف بكتمان، ما أتكلم، ما أفضفض، وأقول عادي، بس كنت أحس بألم فعلي بعدها، ألم ما له سبب عضوي واضح. كأن الزعل اللي خزنته داخلي يضغط على بطني، يربك الهضم، ويخلي كل شي يتلخبط. ولما جربت أتكلم، أفرغ، حتى لو بالكتابة، كنت أرتاح. بطني ترتاح معاي. تعلمت إن الكتمان مو قوة، بل عبء يتراكم. صرت أعطي لنفسي الحق إني أزعل، لكن بدون ما أخزّن. أتكلم، أو أكتب، أو أتنفس بصوت عالي، بس ما أدفن مشاعري داخلي.أفضل 10 أطعمة مريحة للمعدة تساعدك على تحقيق وزن صحي
التجربة كلها علّمتني شيء بسيط: الجسم ما يطلب المستحيل، هو بس يحتاج نسمعه. يحتاج نهدأ، نخفف الضغوط، نحترم لحظات التعب، ونكون صادقين مع أنفسنا. الهضم ما هو بس أنزيمات، هو سلام داخلي قبل كل شي. واليوم، بعد كل اللي مريت فيه، من الاشياء المهمة مثل تغيير الاكل وغيره أقدر أقول بثقة: راحة المعدة تبدأ من راحة البال.
📚 رابط موثوق عن العلاقة بين التوتر وصحة الجهاز الهضمي:
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5535692/
اذا عندك سؤال او تقول رأيك اكتب لي في التعليقات راح ارد على كل تعليق👇